في ظل عالم يعاني من النزاعات والانقسامات، يحل اليوم العالمي لحرية الصحافة ليسلط الضوء على حقيقة أساسية مفادها أن حرية الناس رهينة بحرية الصحافة.
فالصحافة الحرة والمستقلة هي بمثابة خدمة من الخدمات العامة الأساسية.
وهي العمود الفقري التي تستند إليه مبادئ المساءلة والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان.
لذا يجب أن تكون للصحفيين في كل مكان القدرة على نقل الأخبار بحرية ودون خوف أو محاباة.
فحينما يفقد الصحفيون هذه القدرة على العمل، نكون جميعا من الخاسرين.
ومن المأساوي أن امتلاك هذه القدرة تعترضه صعوبات متزايدة عاما عن عام، وينطوي على مخاطر أشد.
فالصحفيون يتعرضون للاعتداءات والاحتجاز والرقابة والترهيب والعنف، بل يتعرضون للموت أيضا، لمجرد قيامهم بعملهم.
ونحن نشهد ارتفاعا شديدا في عدد القتلى من الصحفيين في مناطق النزاع، ولا سيما في غزة.
وتواجه حرية الصحافة في الوقت الراهن تهديدا غير مسبوق، كما يذكرنا بذلك الموضوع المخصص هذا العام لليوم العالمي.
ذلك أن الذكاء الاصطناعي يمكن إما أن يدعم حرية التعبير أو يكتم صوتها.
والخوارزميات المتحيزة والأكاذيب الملفقة صراحة وخطاب الكراهية بمثابة ألغام أرضية مبثوثة على طريق المعلومات الفائق السرعة.
وليس من أفضل وسيلة لنزع فتيل تلك الألغام سوى توخي المعلومات الدقيقة المستندة إلى الحقائق والممكن التحقق من صحتها.
ويشمل التعاهد الرقمي العالمي الذي اعتُمد في العام الماضي إجراءات ملموسة لتعزيز التعاون الدولي في سبيل تعزيز سلامة المعلومات والتسامح والاحترام في الفضاء الرقمي.
لذا يجب تطويع الذكاء الاصطناعي على نحو يتسق مع حقوق الإنسان ويضع الوقائع في المرتبة الأولى.
والمبادئ العالمية لنزاهة المعلومات التي أعلنت عنها في العام الماضي تدعم هذه المساعي وتثريها، في وقت نعمل فيه من أجل الدفع قدما بمنظومة إعلامية أكثر إنسانية.
فلنلتزم، بمناسبة هذا اليوم العالمي لحرية الصحافة، بجعل هذه المساعي واقعا ملموسا وبصون حرية الصحافة وحماية الصحافة في كل مكان.